بطول 230 كيلومترا ضمن الاراضي السورية..  تركيا تخرق وقف اطلاق النار و قذائفها تحصد أرواح المدنيين

 

  (صباح مخيف و مرعب حيث استيقظ السكان هذا اليوم على وقع أصوات القذائف و المدفعية الثقيلة) هكذا يصف الاعلامي سامر ياسين مراسل فضائية روجافا الوضع الميداني اليوم في بلدة تل تمر السورية.

من الصعب جدا أن يبلغ المواطن عقده السابع أو الثامن في سوريا و هو على قيد الحياة، حيث القذائف التي تتساقط لا تفرق كثيرا بين المقاتلين و المدنيين، من بين جرحى القصف التركي على قرى ريف تل تمر في شمال و شرق سوريا ( وضحة أبو عمرو) و هي امرأة مسنة في العقد الثامن من العمر و هي من قرية المجيبرة الواقعة على خط التماس بين جيش الاحتلال التركي و قوات سوريا الديمقراطية في المنطقة الواقعة بين مركز بلدة تل تمر و ناحية زركان بالقرب من مدينة سري كانية (رأس العين).

 

–         رسائل مدنية ملطخة بالدماء

حسين العلي مواطن سوري في العقد السادس من العمر يرتدي الدشداشة و هو زي يرتبط بالتراث و التقاليد العربية المتوارثة عبر الأجيال، جُرح هو أيضاً في القصف التركي صباح اليوم على المنطقة و هو من قرية محرمل القريبة من خط التماس بين المحتل التركي و قوات سوريا الديمقراطية في منطقة زركان (أبو راسين).

تم اسعافه مع ابنه إلى أحد مشافي مدينة عامودا، يسرد للاعلامي أحمد عمر مراسل فضائية روجافا  في مدينة عامودا تفاصيل اللحظة التي تعرضت فيها السيارة التي كانت تقله للقصف التركي على منطقة زركان، و هو مصاب بجرح في خده الأيمن و دشداشته ملطخة بالدماء.

حسين العلي الذي يتكلم بلهجته البدوية يطلب من المجتمع الدولي أن يحمي المدنيين في المنطقة من القصف التركي و يصف الوضع الأخير بأنهم لم يعودوا قادرين على البقاء في منازلهم  و يقول إذا استمر الحال على ما هو عليه، فإن أراضيهم و منازلهم ستتحول إلى خراب و أطلال و بالتالي هم أيضاً سيضطرون إلى ترك كل شيء خلفهم و سلك دروب الهجرة كي يستطيعوا الحفاظ على حياتهم و حياة أطفالهم.

 

–         أكثر من مائة قذيفة في ساعات الصباح الأولى

يمتد خط التماس الذي تم وضعه وفقا لاتفاقية اكتوبر 2019 التي تم توقيعها بين واشنطن و أنقرة من قرية الأسدية الواقعة بين مدينتي رأس العين و الدرباسية  مرورا بعدة قرى أخرى وصولاً إلى زركان (أبو راسين) و تل تمر و قراها إلى مدينة عين عيسى وصولا إلى قريتي تل قرنفل و سوسك في ريف تل أبيض (كري سبي).

 أي يمتد خط التماس مع المحتل التركي في هذه المناطق السورية إلى حوالي 230 كيلومتراً، التي تشرف القوات الروسية كضامن دولي على حماية وقف اطلاق النار فيه.

تعرضت القرى الآشورية و العربية في ريف تل تمر لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة من قبل جيش الاحتلال التركي وفصائل المرتزقة، و بحسب الاعلامي سامر ياسين مراسل فضائية روجافا في تل تمر، فإن عدد القذائف التي سقطت على المنطقة تجاوز 100 قذيفة.

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها الفضائية فقد استهشد أحد المدنيين و هو شاب يبلغ من العمر 24 عاماً و هو حسين إبراهيم العبوش و أُصيب عدد من المدنيين بجروح مختلفة و منهم: فايز الخضر البالغ من العمر 19 عاما، و فرحان العلي البالغ من العمر خمسون عاماً، و وضحة ابو عمرو البالغة من العمر سبعون عاماً، و راجحة ياسين البالغة من العمر 65 عاماً، و محمد قاسم البالغ من العمر 20 عاما، و مؤيد العبدالله البالغ من العمر 32 عاما مع طفليه محمد و تيسير، و تم نقل الجرحى إلى مشافي الدرباسية و عامودا وقامشلو و الحسكة.

كما فقد أحد عناصر قوات حكومة دمشق لحياته نتيجة للقصف التركي، حيث تتمركز تلك القوات في بعض النقاط بالقرب من خط التماس في قرية الأسدية في ريف زركان.

 

–         جاهزية عالية لصد أي عدوان تركي جديد..  سريان و عرب و كرد يحملون السلاح معاً  

تصعيد عسكري عنيف من قبل جيش الاحتلال التركي ليس فقط في ريف تل تمر و زركان، و إنما تعرضت قرى تابعة لمناطق عين عيسى و تل أبيض و الشهباء في شمال و شرق سوريا إلى قصف تركي عنيف.

ماتاي حنا المتحدث باسم المجلس العسكري السرياني يتهم الدولة التركية باستهداف المدنيين ويعلن عن جاهزية قوات المجلس المنطوي ضمن صفوف قوات سوريا الديمقراطية للوقوف في وجه أي عدوان تركي جديد على المنطقة.

أثناء مشاركته في برنامج عين على المشهد الذي تبثه فضائية روجافا، أعرب ماتاي حنا عن اتباع قواتهم لتكتيكات جديدة ستمكّنهم من الحاق ضرر كبير بالمحتل التركي و مرتزقته إن حاول القيام بتجاوز خطوط التماس و اجتياح المنطقة برياً، و قال: ستكون هناك مقاومة كبيرة جدا و سيتعرض المحتل التركي لخسائر كبيرة في العتاد و الأرواح إذا تحرك ضد المنطقة.

 

إعداد: محمد محمود بشار.