Kanala ROJAVA TV

إرث بدروسيان وفصول مهارة صنع الفخار في أزقة قامشلو.. لواء الإبداع في مملكة الطين

في مدينةِ قامشلو، تتناقَلُ صناعةُ الفخارِ كفنٍّ تراثيٍّ يختصِرُ أربعمائةٍ وخمسين عامًا، مُتوارثةً بين سبعةِ أجيالٍ من أسرةِ بدروسيان ، الأستاذ أنتو ميساك، بمهارتِه الفائقة، يُواصِلُ هذا الفن الجميل، مُحافِظًا على أصالةِ المِهنةِ وإغنائِها بلمَسَاتٍ عَصرية.صِناعةُ الفخار في مدينةِ قامشلو، ليسَت مُجردَّ حِرفة ، بل فنٌّ يستلهِمُ الجمالَ من روحِ الترابِ ويتنفَّسُ عَبقَ التاريخ، حيثُ يشتغِلُ في رُدُهاتِها الأستاذ الماهر، أنتو ميساك بدروسيان.
أربعون عامًا من العمرِ وخمسةَ عشرَ عامًا من الخبرة في فنِّ الفخار تمنَحُ الأستاذ أنتو ميساك بدروسيان الحكمةَ والمهارة ، لجَعلِ كلِّ لمسةٍ على الطين تَحكي قصةَ عَراقةٍ وإبداع، مما يُجسِّدُ تاريخًا حيًا تتناقله الأجيال.
وَرِث َبدروسيان هذا الفنِّ الأصيل عن أهلِ بيتِه، الذين رسَّخوا اسمَهُم كعلامةٍ فارِقةٍ في لوحةِ الصناعاتِ اليدوية. سبعةٌ من الآباءِ قد سَطَّروا فصولاً من المهارةِ في ثنايا هذا المجال، ناقلين إلى أنتو مِيساك لواءَ الإبداعِ ومهنةِ الحياة.
في حديثِه لتلفزيون روج آفا، غاصَ بدروسيان في تفاصِيلِ رِحلَتِه الثرية بالأعمالِ اليدوية، منذُ أن كان شاباً في رَيعانِ الخامسةَ عشرة. يروي كيفَ كان يحتَضِنُ الطين بين يديه، جاعِلاً منه تُحَفاً تُحاكي الفنَّ الرفيع.

لم تكن الرحلةُ خاليةً من التحديات، فقد واجَهَت قامةُ أنتو الشامخة أمواجاً من المصاعِبِ في سوقِ العمل، لكنَّها لم تَلِنْ أمامَ شَغَفِه بمهنِتِه وشموخِ إرادتِه.

يباشِرُ الحِرفيُّ مَهامَه في وِرشتِه الخاصة بحيِّ طي، مُجسِّداً الدقةَ والإتقانَ في صناعةِ قُرابةِ المائةِ قطعةٍ يدوياً كلَّ يوم.
ويَختَتِم مشوارَ حديثِه بالتأمُّلِ في المراحلِ الحَرِجة لصناعةِ الفخار، حيثُ تلعبُ النارُ دوراً بارزاً في التشكيلِ النهائيِّ للمنتج، ولعلَّ في توقُّدِها مجازٌ عميقٌ يُحاكي شَغفَ الحرفيين بالكَدِّ والاجتهادِ في تطويرِ مهنتِهِم العريقة.