Kanala ROJAVA TV

محمد شيخو.. ذاكرة تاريخ الفن الكردي

في كلِّ آذارَ أيقظوني لنحتفلَ معاً جميعاً.. بإحساسِ الفنّانِ الصادق عَلِمَ محمد شيخو أنّ مسيرةَ حياتِه ستنتهِي في الشهرِ الكُرديِّ بامتيازٍ شهر آذار، لكنْ ما لم يكُنْ يعلمُه أنَّه سيسكُنُ قلبَ كلِّ كردي.
لسنواتٍ عديدة، صنَعَ الكثيرَ من الأعمالِ القيِّمةِ للفنِّ والثقافةِ الكردية، وبالأخص في مَجالِ الموسيقى، ولعِبَت أعمالُه دوراً بالغَ الأهميةِ في نِضالِ حريةِ الشعبِ الكردي، وإلى اليوم، تُسمَعُ أعمالُه التي صنَعَها للموسيقى الكردية، بحبٍّ وإحساسٍ عالٍ ومُرهَف، ولم تختفِ أعمالُ الفنان محمد شيخو في أُمسياتِ وأفراحِ الكردِ أبداً، لأنه دائمُ الحضور بصوتِه وموسيقاه ..نتابع هذا التقرير

محمد شيخو المنحدِرِ من قريةِ خجوكي التابعةِ لمدينةِ قامشلو، رحلَ في سنٍّ مبكرةٍ وظلَّت ذكراهُ حية.
بدأ محمد شيخو فنَّه بالعزفِ على آلةِ النايِ و البزق، والعود، والكمان، والأكورديون والغيتار. وأدَّى أغانٍ عربيةٍ أيضاً وشاركَ في العديدِ من الأمسيات .
سافرَ محمد شيخو، إلى العاصمةِ اللبنانية بيروت ودرَسَ الموسيقى لعامين، ليصبِحَ بعدَ ذلك عضواً في اتحادِ الفنانين اللبنانيين.
وخلال عودته إلى روج آفا عام ألفٍ وتسعمائةٍ وثلاثة وثمانين قادَ فرقةً موسيقية ، وخلالَ سنوات طلبَ منه حزبُ البعث آنذاك المشاركةَ في حفلاتِه ، لكنه رفض ، واستقالَ من وظيفته، ليؤسِّسَ مع عددٍ من زملائِه لاحقاً، فرقةً موسيقية ويُشاركَ في احتفالاتِ نوروز.

سافَرَ شيخو بعدَها إلى إقليمِ كردستان بسببِ تعرُّضِه للمضايقاتِ وملاحقةِ أجهزةِ حكومةِ دمشق له ، وتوجه من هناك إلى بغداد،وعادَ إلى قامشلو عامَ ألفٍ وتسعمائةٍ وسبعةٍ وثمانين ، لكنَّ سلطاتِ دمشقَ صادرَت جميعَ معداتِه واعتقلتْه عدةَ مراتٍ وقامَت بتعذيبِه
وبعدَ مسيرةٍ فنيةٍ حافلة، فارقَ الفنان محمد شيخو الحياة في التاسع من آذار عامَ ألفٍ وتسعمائةٍ وتسعةٍ وثمانين ، عن عمرٍ يناهزُ الواحدَ وأربعين عاماً، متأثراً بمرضِه، ليُشيَّع إلى مثواهُ الأخير بحضورِ نحوِ سبعين ألفَ شخص.
سعد فرسو من المهتمين والمحبين لفنِّ الراحل محمد شيخو يقول : رغمَ مضايقةِ أجهزةِ حكومةِ دمشق الأمنية لمسيرةِ الراحل محمد شيخو إلا أنه ارتبطَ أكثرَ بأغانيه الفلكلوريةِ والوطنية .
مع ثورةِ روج آفا بدأَت أمنيةُ الفنان محمد شيخو تتحقَّق، وإحياءً لذكراه، افتُتِحَ في قامشلو مركزٌ ثقافيٌّ باسمِ “مركز محمد شيخو للثقافةِ والفن” واتِّخذَت خطواتٌ مهمةٌ في سبيلِ الحفاظِ على أعمالِه الفنيةِ وإحيائِها.
ويُستذكَرُ الفنان الشهير محمد شيخو في الذكرى السنويةِ الـخامسةِ والثلاثين لرحيله (التاسع من آذار) على ضريحِه في مدينةِ قامشلو اليوم.